Page 13 - كتاب وثائق تاريخية من العديد

‫ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ‬

‫واﻷﻣﺮ اﻵﺧﺮ اﻟﺬي ﺷـــﺠﻌﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻫﺬه اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﻴﻦ واﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻫﻮ‬
‫ﻣﺎ ﺗﺆﻛﺪه ﻫﺬه اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻣﻦ أن ﺣﻜﻢ اﻟ ْﻌﺪﻳﺪ ﻛﺎن ﻣﺴﺘﻘﺮاً ﻟﻠﻌﺒﺎدﻟﺔ ﻟﺜﻼﺛﺔ ﻗﺮون وﻧﺼﻒ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﻮا ﺣﺎﺿﺮﻳﻦ‬

‫وﻻﻋﺒﻴﻦ رﺋﻴﺴﻴﻴﻦ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ وراﻓﻀﻴﻦ اﻟﻨﻔﻮذ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎري اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ‪.‬‬

‫ﻟﻘﺪ ُﺣﺪد ﺗﺎرﻳﺦ ﺣﻜﻢ اﻟﻌﺒﺎدﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟ ْﻌﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ‪ 999‬ـ ‪ 1357‬ﻫﺠﺮي اﻟﻤﻮاﻓﻖ ﻟﻠﻔﺘﺮة ﻣﻦ‬
‫‪ 1590‬ـ ‪ 1938‬ﻣﻴﻼدي‪ ،‬اﺳــﺘﻨﺎداً إﻟﻰ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﻤﻨﺸﻮرة ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب‪ ،‬ﺣﻴﺚ أﻧﻪ ﺑﻮﺻﻮل اﻟﺠﺪ ﻋﺒﻴﺪ ﻣﻦ‬
‫ﺣﺎﺋﻞ إﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟ ْﻌﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺳــﻨﺔ ‪ 999‬ﻫﺠﺮي ﺑﺪأ ﺣﻜﻢ اﻟﻌﺒﺎدﻟﺔ اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻬﺎ وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻢ ﺗﻮارث اﻟﺤﻜﻢ‬
‫ﻷﺑﻨﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪه ﻟﻘﺮون ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ وﺻﻮﻻً إﻟﻰ آﺧﺮ ﺣﻜﺎم اﻟ ْﻌﺪﻳﺪ اﻟﺸــﻴﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﻌﺒﻴﺪﻟﻲ‪،‬‬
‫واﻟﺬي ﺗﺮك اﻟ ْﻌﺪﻳﺪ واﺳﺘﻘﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺴــﺎﺣﻞ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻀﻔﺔ اﻷﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻴﺞ‪ .‬إﻻ أن اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬
‫ﻟﻠ ْﻌﺪﻳﺪ اﺳــﺘﻤﺮت ﺗﺤﺖ ﻳﺪ اﻟﺸــﻴﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺳــﻮل ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﻧﺰوﺣﻪ‪ ،‬وﻫﺬا ﻣﺎ أﻛﺪه اﻟﺸــﻴﺦ ﺷـﺨﺒﻮط ﺑﻦ‬
‫ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ـ ﺣﺎﻛﻢ أﺑﻮﻇﺒﻲ ـ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﺧﻄﻴﺔ ﺳــﻨﺔ ‪ 1937‬ﻣﻴﻼدي ﻗﺒﻴﻞ وﻓﺎة اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﻦ‬
‫ﺳﻠﻄﺎن ﺑﺴﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬داﻋﻴﺎً إﻳﺎه ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺨﻄﺎب إﻟﻰ ﺗﺴﻤﻴﺔ أﺣﺪ أﺑﻨﺎﺋﻪ ﻟﻴﻜﻮن ﺷﻴﺨﺎً ﻋﻠﻰ اﻟ ْﻌﺪﻳﺪ‪ .‬ﻟﺬﻟﻚ‬
‫ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪﻋﻮة اﻟﻤﺘﻀﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﺧﻄﺎب اﻟﺸﻴﺦ ﺷـﺨﺒﻮط دﻟﻴﻼً وإﻗﺮاراً ﺑﺄن ﺣﻜﻢ وﻧﻔﻮذ اﻟﻌﺒﺎدﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ‬
‫اﻟ ْﻌﺪﻳﺪ ﻛﺎن واﻗﻌﺎً ﺣﺘﻰ اﻟﺜﻠﺚ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸــﺮﻳﻦ وﻣﻨﺘﻬﻴﺎً ﺑﻮﻓﺎة اﻟﺸــﻴﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن‬

‫ﺳﻨﺔ ‪ 1938‬ﻣﻴﻼدي‪.‬‬

‫وأﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻟﻮﻻ اﻟﻈﺮوف اﻟﺴﻴﺎﺳــﻴﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻼﺋﻤﺔ واﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﺑﺎﻟﺼﺮاﻋﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷدوار‬
‫اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻬﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎرﻳﺔ ﻓﻲ رﺳﻢ اﻟﺨﺮﻳﻄﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ وﻓﻖ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ‪،‬‬
‫وﺗﺼﺪﻳﻬﺎ ورﻓﻀﻬﺎ ﻟﻘﻴﺎم أي ﻛﻴﺎن ﺳﻴﺎﺳــﻲ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﺴــﻠﻄﺔ واﻟﻨﻔــﻮذ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘــﺔ‪ ،‬ﻟـﺮﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ‬

‫اﻟ ْﻌﺪﻳﺪ اﻵن ﻣﻦ ﻛﺒﺮﻳﺎت اﻟﻤﺪن اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ‪.‬‬

‫واﻟﻼﻓﺖ ﻓﻲ ﻫــﺬه اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ واﻟﻤﺮاﺳــﻼت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﻜــﺲ ﺟﻮاﻧﺐ ﻣﺘﻌﺪدة ﻟﻴــﺲ ﻣﺤﻠﻬﺎ ﻓﻘﻂ‬
‫اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وإﻧﻤﺎ ﻻﻣﺴﺖ أﻳﻀﺎً اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪ ،‬وﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻋﻼﻗﺎت ﺧﺎﺻﺔ‬
‫ﺑﻴﻦ ﺷﻴﻮخ وﺣﻜﺎم إﻣﺎرات اﻟﺨﻠﻴﺞ ﺗﺠﺴــﺪت ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺻﻮر اﻟﺘﺮاﺑﻂ واﻟﺘﻼﺣﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻀ ًﻼ ﻋﻦ‬
‫أن ﻫــﺬه اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺗﻄﻠﻌﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت وﻧــﻮع اﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺘﺠﺎري ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ‬

‫ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة واﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﺑﺎﻷﺳﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻼﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫وﻟﻘــﺪ وﺟﺪت ﻣﻦ اﻷﻓﻀــﻞ ﻋﻨﺪ ﻋﺮض ﻫــﺬه اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب أن أﺻﻨﻔﻬﺎ وأﻗﺴــﻤﻬﺎ ﺣﺴــﺐ‬
‫اﻟﻤﻮﺿﻮع وﻟﻴﺲ ﺑﺤﺴــﺐ اﻟﺘﺴﻠﺴﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ‪ .‬وﺗﻘﺴــﻴﻢ ﻫﺬه اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ ﺟﺎء ﺑﻨﺎ ًء ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺎت وﻣﺮاﺳﻼت‬
‫اﻟﻌﺒﺎدﻟﺔ ﻣﻊ أﻣﺮاء وﺣﻜﺎم وﺷــﻴﻮخ وﺗﺠﺎر دول اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ‪ ،‬ﺣﻴﺚ أﻓﺮدت ﻟﻜﻞ أﺳﺮة ﺣﺎﻛﻤﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ‬
‫وﺛﺎﺋﻘﻬﺎ وﻣﺮاﺳــﻼﺗﻬﺎ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﻗﺒﻴﻠــﺔ اﻟﻌﺒﺎدﻟﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أﻓﺮدت ﻓــﻲ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺨﺎﺻــﺔ ﻟﻠﻌﺒﺎدﻟﺔ ﻣﻊ‬

‫‪11‬‬